غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

وحين خوّفهم مجملاً ذكر سببه فقال { أتدعون } أي أتعبدون { بعلاً } وهم اسم صنم من ذهب كان ببعلبك من بلاد الشام طوله عشرون ذراعاً وله أربعة أوجه فتنوا به وعظموه حتى أخدموه أربعمائة سادن وجعلوهم أنبياءه ، فكان الشيطان يدخل في جوف بعل ويتكلم بشريعة الضلالة والسدنة يحفظونها ويعلمونها الناس . قال الإمام فخر الدين الرازي رضي الله عنه : لو جوّزنا دخول الشيطان في جوف الصنم وتكلمه فيه لكان قادحاً في كثير من المعجزات كحنين الجذع وكلام الجمل . قلت : هذا الوهم زائل بعد ثبوت النبوّة بمعجزات أخر . وقيل : البعل الرب بلغة اليمن . والمعنى أتبعدون بعض البعول وتتركون عبادة أحسن الخالقين .

/خ83