فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَتَدۡعُونَ بَعۡلٗا وَتَذَرُونَ أَحۡسَنَ ٱلۡخَٰلِقِينَ} (125)

{ أتدعون } أتعبدون ؟ !

{ بعلا } ربا ، أو هو اسم لصنم .

{ تذرون } تتركون .

نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : هو عم اليسع ، وقال بعض المفسرين : ابن عم اليسع ، ومما نقل عن ابن إسحق وغيره : لما قبض الله حزقيل النبي عظمت الأحداث في بني إسرائيل ونسوا عهد الله وعبدوا الأوثان من دونه ، فبعث الله إليهم إلياس نبيا ، وتبعه اليسع وآمن به . اه دعا قومه إلى تقوى الله سبحانه وتوحيده وحظهم على طاعته-تبارك اسمه-والخوف منه ومهابته ؛ ثم أنكر عليهم اتخاذ رب صنم ، وأن يعبدوا وثنا ، ويتجهوا إليه بقربات أو دعاء { أتدعون بعلا } روي عن عطاء عن عكرمة عن ابن عباس : { أتدعون بعلا } قال : ربا ، وعن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس : { أتدعون بعلا } ، قال صنما ، نقل عن النحاس : والقولان صحيحان ، أي : أتدعون صنما عملتموه ربا ؟ ! ونسب إلى سيبويه : أتدعون ربا اختلقتموه و{ أتدعون } بمعنى : أتسمون ، { وتذرون أحسن الخالقين( 125 ) } وتتركون عبادة ودعاء أحسن من يقال له خالق ، -وقيل : المعنى : أحسن الصانعين ، لأن الناس يصنعون ولا يخلقون-{[3938]} .


[3938]:ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن.