الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48)

قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك حين تقوم } .

أخرج الفريابي وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وسبح بحمد ربك حين تقوم } قال : من كل مجلس .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص رضي الله عنه في قوله { وسبح بحمد ربك حين تقوم } قال : إذا قمت فقل : سبحان الله وبحمده .

وأخرج عبد الرزاق في جامعه عن أبي عثمان الفقير رضي الله عنه أن جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، فقال رجل يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى ، قال : كفارة لما يكون في المجلس .

وأخرج ابن أبي شيبة عن زياد بن الحصين قال : دخلت على أبي العالية ، فلما أردت أن أخرج من عنده قال : ألا أزودك كلمات علمهن جبريل محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه قال : «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، فقيل : يا رسول الله ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن ؟ قال : هن كلمات علمنيهن جبريل كفارات لما يكون في المجلس » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن يحيى بن جعدة قال : كفارة المجلس سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله { وسبح بحمد ربك حين تقوم } قال : حين تقوم إلى الصلاة تقول هؤلاء الكلمات : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن سعيد بن المسيب قال : حق على كل مسلم حين يقوم إلى الصلاة أن يقول : سبحان الله وبحمده لأن الله يقول لنبيه { وسبح بحمد ربك حين تقوم } .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله { وسبح بحمد ربك حين تقوم } قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة والله أعلم .