لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48)

قوله عز وجل : { واصبر لحكم ربك } أي إلى أن يقع بهم العذاب الذي حكمنا عليهم به { فإنك بأعيننا } . أي بمرأى منا .

قال ابن عباس : نرى ما يعمل بك . وقيل : معناه إنك بحيث نراك ونحفظك فلا يصلون إليك بمكروه { وسبح بحمد ربك حين تقوم } أي : وقل حين تقوم من مجلسك : سبحانك اللهم وبحمدك فإن كان المجلس خيراً ازددت بذلك إحساناً وإن كان غير ذلك كان كفارة لك .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم : سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا كان كفارة لما بينهما » أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

وقال ابن عباس : معناه حين تقوم من منامك . وقيل : هو ذكر الله بالليل من حين تقوم من الفراش إلى أن تدخل في الصلاة وعن عاصم بن حميد قال : «سألت عائشة بأي شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل فقالت سألتني عن شيء ما سألتني عنه أحد قبلك كان إذا قام كبر عشراً وحمد الله عشراً وسبح عشراً وهلل عشراً واستغفر عشراً وقال اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني وكان يتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة » أخرجه أبو داود والنسائي وقيل : إذا قمت إلى الصلاة فقل سبحانك اللهم وبحمدك يدل عليه ما روي عن عائشة قالت «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك » أخرجه الترمذي وأبو داود وقد تكلم في أحد رواته .