فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48)

{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ( 48 ) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ( 49 ) } .

ودم على احتمال ما تلاقي ، وما ابتلاك الله به ممن تلاقى ، فإنك بحيث نراك ونحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك ، ونزه واحْمَدْ مولاك على كل أحوالك : حين تقوم من مجلسك ؛ ومن الليل فسبح وصل واذكر واحمَدْ واحرص على صلاة في آخر الليل قبل الصبح وحين تتهيأ النجوم للغروب .

في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد معاهدة على ركعتين قبل الصبح .

خرّج البخاري عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من تعارّ{[5662]} في الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته ) .

وذهبت طائفة من المفسرين إلى أن المراد { وسبح } أي : صلّ والأمر للوجوب { حين تقوم } أي من نومك ، وذلك التهجد ؛ { ومن الليل } صلاة العشاءين : المغرب والعشاء ، { وإدبار النجوم } صلاة الفجر ، ورجح الطبري نحوه- ؛ فكأنه أمر بالإقبال على طاعته ، بعد الفراغ عن دعوة الأمة فليس له شغل إلا هذين{[5663]}-


[5662]:تعارّ: قام وهبّ من نومه بصوت.
[5663]:ما بين العارضتين مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان.