إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48)

{ واصبر لِحُكْمِ رَبّكَ } بإمهالِهم إلى يومِهم الموعودِ وإبقائِك فيمَا بينَهم معَ مقاساةِ الأحزانِ ومعاناةِ الهمومِ . { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } أي في حفظنِا وحمايتِنا بحيثُ نراقبُكَ ونكلؤكَ ، وجمعُ العينِ لجمعِ الضميرِ والإيذانِ بغايةِ الاعتناءِ بالحفظِ { وَسَبّحْ } أيْ نزِّهه تعالَى عمَّا لا يليقُ به ملتبساً { بِحَمْدِ رَبّكَ } على نعمائِه الفائتةِ للحصرِ { حِينَ تَقُومُ } من أي مكانٍ قُمتَ . قال سعيدُ بنُ جُبيَرٍ وعطاءٌ أيْ قُلْ حينَ تقومُ من مجلسِكَ ( سبحانَكَ اللَّهم وبحمدِك ) ، وقالَ ابنُ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُمَا : معناهُ صلِّ لله حينَ تقومُ من منامِك ، وقالَ الضحَّاكُ والربيعُ : «إذَا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فقُلْ سُبحانَكَ اللَّهم وبحمدِك وتباركَ اسمُك وتعالَى جدُّك ولا إلَه غيرُكَ » .