والكلام في قوله : { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة ؟ } كالكلام فيما تقدم ، والمراد بهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار ، أو يأخذون صحائف أعمالهم بشمائلهم ، والمراد تعجيب السامع من حال الفريقين في الفخامة والفظاعة ، كأنه قيل فأصحاب الميمنة في نهاية السعادة وغاية حسن الحال ، وأصحاب المشأمة في نهاية الشقاوة وغاية سوء الحال ، فالاستفهام في كلا الموضعين للتعجيب ، وقال السدي : أصحاب المشأمة هم الذين كانوا عن شماله ، وقال زيد ابن أسلم : أصحاب الميمنة هم الذين أخذوا من شق آدم الأيمن ، وأصحاب المشأمة هم الذين أخذوا من شقه الأيسر ، وقال ابن جريج : أصحاب الميمنة هم أهل الحسنات ، وأصحاب المشأمة هم أهل السيئات .
وقال الحسن والربيع : أصحاب الميمنة هم الميامين على أنفسهم بالأعمال الحسنة ، وأصحاب المشأمة هم المشائيم على أنفسهم بالأعمال القبيحة ، وقال المبرد : أصحاب الميمنة أصحاب التقدم ، وأصحاب المشأمة أصحاب التأخر ، والعرب تقول : اجعلني في يمينك ولا تجعلين في شمالك ، أي اجعلني من المتقدمين ولا تجعلني من المتأخرين ، وقيل : المراد أصحاب المنزلة السنية الرفيعة ، وأصحاب المنزلة الدنية الخسيسة ، أخذا من تيامنهم بالميامن ، وتشاؤمهم بالشمائل .
أخرج أحمد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلا هذه الآية : { وأصحاب اليمين } { وأصحاب الشمال } ، فقبض بيديه قبضتين فقال : هذه في الجنة ولا أبالي ، وهذه في النار ولا أبالي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.