والثاني قوله : { وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة } [ 10 -11 ] والثالث قوله : { والسابقون السابقون } فأتى الخبر عنهم مغنيا عن البيان عنهم لدلالة الكلام على معناه {[66685]} . وفي الكلام بما {[66686]} معنى التعجب ، يعجب الله عز وجل {[66687]} نبيه عليه السلام ، أي : ماذا لهم ، و ما أعد {[66688]} لهم من نعيم أو من عذاب .
ومعنى : أصحاب الميمنة : أي : الذين أخذ {[66689]} بهم ذات اليمين إلى الجنة وهي علامة لمن نجا {[66690]} .
وكذلك أصحاب {[66691]} المشئمة ، هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار . والعرب تقول لليد الشمال الشؤمى {[66692]} ، وللجانب الأيسر الأشام {[66693]} ، ومنه اليمن {[66694]} والشؤم ، وقيل إنما سموا بذلك لأنهم أعطوا كتبهم بإيمانهم أو بشمائلهم {[66695]} .
وقيل إنما {[66696]} سموا بذلك لأن الجنة عن يمين الناس والناس عن شمالهم {[66697]} .
وقيل سموا بذلك لأن أصحاب الميمنة ميامين على أنفسهم ، وأصحاب المشئمة مشائيم {[66698]} على أنفسهم ، مأخوذ من اليمن والشؤم {[66699]} .
وقال أبو العباس ثعلب : العرب تقول {[66700]} : اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك " أي {[66701]} اجعلني ضمن المتقدمين عندك ولا تجعلني من المتأخرين .
وقال في قوله تعالى { فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئة } ، قال أصحاب الميمنة هم أصحاب التقدم ، وأصحاب المشئمة هم أصحاب التأخر {[66702]} .
وانشدوا لابن {[66703]} الدمينة :
أي بني أخي يمني يديك جعلتني *** أم صيرتين في شمالك فأفرح {[66704]}
معناه : أخبرني أنا من المتقدمين عنك أم من المتأخرين .
وقيل هذا مردود على الخبر الذي أتى : أن الله جل ذكره خلق الطيب {[66705]} من ذرية آدم صلى الله عليه وسلم في الجانب اليمين من آدم ، وخلق الخبيث من الجانب الشمال منه ، فلذلك ينادون يوم القيامة بأصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، فذلك ستة أقوال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.