{ هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ } أي : في ذلك المكان وفي ذلك الموقف ، أو في ذلك الوقت على استعارة اسم الزمان للمكان تذوق كل نفس وتختبر جزاء ما أسلفت من العمل ، فمعنى { تبلو } : تذوق وتختبر . وقيل : تعلم . وقيل : تتبع ، وهذا على قراءة من قرأ «يتلو » بالمثناة الفوقية بإسناد الفعل إلى كل نفس ؛ وأما على قراءة من قرأ : «نبلو » بالنون ، فالمعنى : أن الله يبتلي كل نفس ويختبرها ، ويكون ما أسلفت بدلاً من كل نفس . والمعنى : أنه يعاملها معاملة من يختبرها ويتفقد أحوالها . قوله : { وَرُدُّواْ إِلَى الله مولاهم الحق } معطوف على { زيلنا } ، والضمير في { ردّوا } عائد إلى الذين أشركوا : أي ردّوا إلى جزائه ، وما أعدّ لهم من عقابه ، ومولاهم : ربهم ، والحق صفة له : أي الصادق الربوبية دون ما اتخذوه من المعبودات الباطلة ، وقرئ «الحق » بالنصب على المدح ، كقولهم الحمد لله أهل الحمد { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي : ضاع وبطل ما كانوا يفترون من أن الآلهة التي لهم حقيقة بالعبادة ، لتشفع لهم إلى الله وتقرّبهم إليه .
والحاصل أن هؤلاء المشركين يرجعون في ذلك المقام إلى الحق ، ويعترفون به ، ويقرّون ببطلان ما كانوا يعبدونه ويجعلونه إلهاً ، ولكن حين لا ينفعهم ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.