ثم قسم سبحانه أهل الدعوة إلى قسمين ، وبين حال كل طائفة فقال : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَة } أي : الذين أحسنوا بالقيام بما أوجبه الله عليهم من الأعمال ، والكفّ عما نهاهم عنه من المعاصي ، والمراد بالحسنى المثوبة الحسنى . قال ابن الأنباري : العرب توقع هذه اللفظة على الخصلة المحبوبة المرغوب فيها ، ولذلك ترك موصوفها ؛ وقيل المراد بالحسنى : الجنة ، وأما الزيادة فقيل المراد بها : ما يزيد على المثوبة من التفضل ، كقوله : { لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ } وقيل الزيادة : النظر إلى وجهه الكريم . وقيل : الزيادة : هي : مضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها . وقيل : الزيادة : غرفة من لؤلؤ ، وقيل الزيادة : مغفرة من الله ورضوان . وقيل : هي أنه سبحانه يعطيهم في الدنيا من فضله ما لا يحاسبهم عليه . وقيل : غير ذلك ، مما لا فائدة في ذكره ، وسيأتي بيان ما هو الحق في آخر البحث : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَر وَلاَ ذِلَّة } معنى { يرهق } : يلحق ، ومنه قيل : غلام مراهق ، إذا لحق بالرجال ، وقيل يعلو ، وقيل يغشى ، والمعنى متقارب ؛ والقتر : الغبار ، ومنه قول الفرزدق :
متوّج برداء الملك يتبعه *** موج ترى فوقه الرايات والقترا
وقرأ الحسن «قتر » بإسكان المثناة ، والمعنى واحد ، قاله النحاس ، وواحد القتر قترة ، والذلة : ما يظهر على الوجه من الخضوع والإنكسار والهوان ، والمعنى : أنه لا يعلو وجوههم غبرة ، ولا يظهر فيها هوان ؛ وقيل القتر : الكآبة ، وقيل : سواد الوجوه ، وقيل : هو دخان النار { أُوْلَئِكَ أصحاب الجنة هُمْ فِيهَا خالدون } الإشارة إلى المتصفين بالصفات السابقة هم أصحاب الجنة الخالدون فيها ، المتنعمون بأنواع نعيمها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.