فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} (53)

ثم أجابه قومه بما يدلّ على فرط جهالتهم ، وعظيم غباوتهم ، ف{ قالوا يا هود مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ } أي : بحجة واضحة نعمل عليها ، ونؤمن لك بها غير معترفين بما جاءهم به من حجج الله وبراهينه ، عناداً وبعداً عن الحق { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا } التي نعبدها من دون الله ، ومعنى : { عَن قَوْلِكَ } صادرين عن قولك ، فالظرف في محل نصب على الحال { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } أي : بمصدّقين في شيء مما جئت به .

/خ60