قوله : { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيم الروع } أي : الخيفة التي أوجسها في نفسه ، يقال ارتاع من كذا : إذا خاف ، ومنه قول النابغة :
فارتاع من صوت كلاب فبات له *** طوع الشوامت من خوف ومن حذر
{ وَجَاءتْهُ البشرى } أي : بالولد ، أو بقولهم : لا تخف ، قوله : { يجادلنا فِي قَوْمِ لُوطٍ } قال الأخفش والكسائي : إن يجادلنا في موضع جادلنا ، فيكون هو جواب لما . لما تقرّر من أن جوابها يكون بالماضي لا بالمستقبل . قال النحاس : جعل المستقبل مكانه كما يجعل الماضي مكان المستقبل في الشرط ، وقيل : إن الجواب محذوف ، ويجادلنا في موضع نصب على الحال ، قاله الفراء . وتقديره : فلما ذهب عنه الروع وجاءته البشرى اجترأ على خطابنا حال كونه يجادلنا : أي يجادل رسلنا . وقيل : إن المعنى : أخذ يجادلنا ، ومجادلته لهم قيل : إنه لمّا سمع قولهم :
{ إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هذه القرية } قال : أرأيتم إن كان فيهم خمسون من المسلمين أتهلكونهم ؟ قالوا : لا ، قال : فأربعون ؟ قالوا : لا ، قال : فعشرون ؟ قالوا : لا ، ثم قال : فعشرة ، فخمسة ؟ قالوا : لا . قال : فواحد ؟ قالوا : لا { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ } الآية ، فهذا معنى مجادلته في قوم لوط ، أي في شأنهم وأمرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.