لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم ، وكان بين إبراهيم وقرية لوط أربعة فراسخ ، جاءوا إلى لوط . فلما رآهم لوط ، وكانوا في صورة غلمان حسان مرد ، { سِيء بِهِمْ } أي : ساءه مجيئهم ، يقال : ساءه يسوءه ، وأصل سيء بهم . سويء بهم ، نقلت حركة الواو إلى السين فقلبت الواو ياء ، ولما خففت الهمزة ألقيت حركتها على الياء . وقرأ نافع ، وابن عامر ، والكسائي ، وأبو عمرو بإشمام السين الضم { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } قال الأزهري : الذرع يوضع موضع الطاقة ، وأصله أن البعير يذرع بيده في سيره على قدر سعة خطوه : أي يبسطها ، فإذا حمل عليه أكثر من طاقته ، ضاق ذرعه عن ذلك ، فجعل ضيق الذرع كناية عن قلة الوسع والطاقة وشدّة الأمر . وقيل : هو من ذرعه القيء : إذا غلبه وضاق عن حبسه . والمعنى : أنه ضاق صدره لما رأى الملائكة في تلك الصورة خوفاً عليهم من قومه ، لما يعلم من فسقهم وارتكابهم لفاحشة اللواط { وَقَالَ هذا يَوْم عَصِيبٌ } أي : شديد . قال الشاعر :
وإنك إن لم ترض بكر بن وائل *** يكن لك يوم بالعراق عصيب
يقال عصيب وعصيصب وعصوصب على التكثير ، أي : يوم مكروه يجتمع فيه الشر ، ومنه قيل : عصبة وعصابة : أي مجتمعو الكلمة ، ورجل معصوب : أي مجتمع الخلق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.