فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ} (73)

وجملة { قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، والاستفهام فيها للإنكار : أي كيف تعجبين من قضاء الله وقدره ، وهو لا يستحيل عليه شيء ، وإنما أنكروا عليها مع كون ما تعجبت منه من خوارق العادة لأنها من بيت النبوّة ، ولا يخفى على مثلها أن هذا من مقدوراته سبحانه ، ولهذا قالوا : { رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البيت } أي : الرحمة التي وسعت كل شيء ، والبركات وهي : النموّ والزيادة . وقيل الرحمة : النبوّة ، والبركات : الأسباط من بني إسرائيل لما فيهم من الأنبياء ، وانتصاب أهل البيت على المدح أو الاختصاص ، وصرف الخطاب من صيغة الواحدة إلى الجمع لقصد التعميم { إِنَّهُ حَمِيد } أي : يفعل موجبات حمده من عباده على سبيل الكثرة { مَجِيد } كثير الإحسان إلى عباده بما يفيضه عليهم من الخيرات ، والجملة تعليل لقوله : { رَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البيت } .

/خ76