قوله : { ذلك لِيَعْلَمَ أَنّى لَمْ أَخُنْهُ بالغيب } : ذهب أكثر المفسرين إلى أن هذا من كلام يوسف عليه السلام . قال الفراء : ولا يبعد وصل كلام إنسان بكلام إنسان آخر ، إذا دلت القرينة الصارفة إلى كل منهما إلى ما يليق به ، والإشارة إلى الحادثة الواقعة منه ، وهي تثبته وتأنيه ، أي : فعلت ذلك ليعلم العزيز أني لم أخنه في أهله بالغيب ، والمعنى : بظهر الغيب ، والجار والمجرور في محل نصب على الحال أي : وهو غائب عني ، أو وأنا غائب عنه ، قيل : إنه قال ذلك وهو في السجن بعد أن أخبره الرسول بما قالته النسوة ، وما قالته امرأة العزيز ؛ وقيل : إنه قال ذلك وقد صار عند الملك ، والأوّل أولى . وذهب الأقلون من المفسرين إلى أن هذا من كلام امرأة العزيز ؛ والمعنى : ذلك القول الذي قلته في تنزيهه ، والإقرار على نفسي بالمراودة ليعلم يوسف أني لم أخنه ، فأنسب إليه ما لم يكن منه ، وهو غائب عني ، أو وأنا غائبة عنه ، { وَأَنَّ الله لاَ يَهْدِى كَيْدَ الخائنين } أي : لا يثبته ويسدّده ، أو لا يهديهم في كيدهم حتى يوقعوه على وجه يكون له تأثير يثبت به ويدوم ، وإذا كان من قول يوسف ففيه تعريض بامرأة العزيز حيث وقع منها الكيد له والخيانة لزوجها ، وتعريض بالعزيز حيث ساعدها على حبسه بعد أن علم براءته ونزاهته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.