فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَٰبَنِيَّ ٱذۡهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} (87)

{ يا بني اذهبوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ } التحسس بمهملات : طلب الشيء بالحواس ، مأخوذ من الحسّ ، أو من الإحساس أي : اذهبوا فتعرّفوا خبر يوسف وأخيه وتطلبوه . وقرئ بالجيم ، وهو أيضاً التطلب { وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ الله } أي : لا تقنطوا من فرجه وتنفيسه . قال الأصمعي : الروح ما يجده الإنسان من نسيم الهواء فيسكن إليه ، والتركيب يدل على الحركة والهزة ، فكل ما يهتز الإنسان بوجوده ويلتذ به فهو روح . وحكى الواحدي عن الأصمعي أيضاً أنه قال : الروح : الاستراحة من غمّ القلب . وقال أبو عمرو الروح : الفرج ، وقيل : الرحمة { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } لكونهم لا يعلمون بقدرة الله سبحانه ، وعظيم صنعه ، وخفيّ ألطافه .

/خ88