فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (36)

{ رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس } أسند الإضلال إلى الأصنام مع كونها جمادات لا تعقل ؛ لأنها سبب لضلالهم فكأنها أضلتهم ، وهذه الجملة تعليل لدعائه لربه ، ثم قال : { فَمَن تَبِعَنِي } أي : من تبع ديني من الناس فصار مسلماً موحداً { فَإِنَّهُ مِنّي } أي : من أهل ديني ، جعل أهل ملته كنفسه مبالغة . { وَمَنْ عَصَانِي } فلم يتابعني ويدخل في ملتي { فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } قادر على أن تغفر له . قيل : قال هذا قبل أن يعلم أن الله لا يغفر أن يشرك به . كما وقع منه الاستغفار لأبيه وهو مشرك ، كذا قال ابن الأنباري . وقيل : المراد عصيانه هنا فيما دون الشرك . وقيل : إن هذه المغفرة مقيدة بالتوبة من الشرك .

/خ41