قوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم . وهو تعريض لأمته ، فكأنه قال : ولا تحسب أمتك يا محمد ، ويجوز أن يكون خطاباً لكل من يصلح له من المكلفين ، وإن كان الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم من غير تعريض لأمته ، فمعناه : التثبيت على ما كان عليه من عدم الحسبان كقوله : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين } [ الأنعام : 14 ] ونحوه ؛ وقيل : المراد ولا تحسبنه يعاملهم معاملة الغافل عما يعملون ، ولكن معاملة الرقيب عليهم ، أو يكون المراد بالنهي عن الحسبان الإيذان بأنه عالم بذلك لا تخفى عليه منه خافية ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلام للمشركين بأن تأخير العذاب عنهم ليس للرضا بأفعالهم ، بل سنّة الله سبحانه في إمهال العصاة { إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار } أي : يؤخر جزاءهم ، ولا يؤاخذهم بظلمهم . وهذه الجملة تعليل للنهي السابق . وقرأ الحسن والسلمي وهو رواية عن أبي عمرو بالنون في «نؤخرهم » . وقرأ الباقون بالتحتية . واختارها أبو عبيد ، وأبو حاتم لقوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله } ومعنى { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار } أي : ترفع فيه أبصار أهل الموقف ، ولا تغمض من هول ما تراه في ذلك اليوم ، هكذا قال الفراء ، يقال : شخص الرجل بصره ، وشخص البصر نفسه إلى السماء من هول ما يرى ، والمراد : أن الأبصار بقيت مفتوحة لا تتحرّك من شدة الحيرة والدهشة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.