فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِم بَابٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعۡرُجُونَ} (14)

ثم حكى الله سبحانه إصرارهم على الكفر وتصميمهم على التكذيب والاستهزاء ، فقال : { وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم } أي : على هؤلاء المعاندين لمحمد صلى الله عليه وسلم المكذبين له المستهزئين به { بَاباً مِنَ السماء } أي : من أبوابها المعهودة ، ومكناهم من الصعود إليه { فَظَلُّوا فِيهِ } أي : في ذلك الباب { يَعْرُجُونَ } يصعدون بآلة ، أو بغير آلة حتى يشاهدوا ما في السماء من عجائب الملكوت التي لا يجحدها جاحد ، ولا يعاند عند مشاهدتها معاند . وقيل : الضمير في { فظلوا } للملائكة ، أي : فظل الملائكة يعرجون في ذلك الباب ، والكفار يشاهدونهم ، وينظرون صعودهم من ذلك الباب .

/خ15