{ لَقَالُوا } أي : الكفار لفرط عنادهم وزيادة عتوّهم : { إِنَّمَا سُكّرَتْ أبصارنا } قرأ ابن كثير «سكرت » بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، وهو من سكر الشراب ، أو من السكر ، وهو سدّها عن الإحساس ، يقال : سكر النهر : إذا سدّه وحبسه عن الجري . ورجح الثاني بقراءة التخفيف ، وقال أبو عمرو بن العلاء : سكرت : غشيت وغطيت ، ومنه قول الشاعر :
وطلعت شمس عليها مغفر *** وجعلت عين الجزور تسكر
وبه قال أبو عبيد ، وأبو عبيدة ، وروي عن أبي عمرو أيضاً أنه من سكر الشراب ، أي : غشيهم ما غطى أبصارهم كما غشي السكران ما غطى عقله ، وقيل : معنى سكرت : حبست ، كما تقدم ، ومنه قول أوس بن حجر :
فصرت على ليلة ساهره *** فليست بطلق ولا ساكره
قال النحاس : وهذه الأقوال متقاربة { بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ } أضربوا عن قولهم { سكرت أبصارنا } ثم ادّعوا أنهم مسحورون ، أي : سحرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا بيان لعنادهم العظيم الذي لا يقلعهم عنه شيء من الأشياء كائناً ما كان ، فإنهم إذا رأوا آية توجب عليم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله نسبوا إلى أبصارهم أن إدراكها غير حقيقي لعارض السكر ، أو أن عقولهم قد سحرت ، فصار إدراكهم غير صحيح ، ومن بلغ في التعنت إلى هذا الحدّ فلا تنفع فيه موعظة ، ولا يهتدي بآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.