فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَّا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ} (5)

{ مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا } أي : ما تسبق أمة من الأمم أجلها المضروب لها ، المكتوب في اللوح المحفوظ ؛ والمعنى : أنه لا يأتي هلاكها قبل مجيء أجلها { وما يستأخرون } أي : وما يتأخرون عنه ، فيكون مجيء هلاكهم بعد مضي الأجل المضروب له ، وإيراد الفعل على صيغة جمع المذكر للحمل على المعنى مع التغليب ، ولرعاية الفواصل ، ولذلك حذف الجار والمجرور ، والجملة مبينة لما قبلها ، فكأنه قيل : إن هذا الإمهال لا ينبغي أن يغترّ به العقلاء ، فإن لكل أمة وقتاً معيناً في نزول العذاب لا يتقدّم ولا يتأخر . وقد تقدم تفسير الأجل في أوّل سورة الأنعام .

/خ15