فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ} (46)

{ ادخلوها } قرأ الجمهور بلفظ الأمر على تقدير القول أي قيل لهم : أدخلوها . وقرأ الحسن وأبو العالية ، وروي عن يعقوب بضم الهمزة مقطوعة ، وفتح الخاء على أنه فعل مبني للمفعول أي : أدخلهم الله إياها . وقد قيل : إنهم إذا كانوا في جنات وعيون ، فكيف يقال لهم بعد ذلك ادخلوها على قراءة الجمهور ؟ فإن الأمر لهم بالدخول يشعر بأنهم لم يكونوا فيها ، وأجيب بأن المعنى أنهم لما صاروا في الجنات ، فإذا انتقلوا من بعضها إلى بعض يقال لهم عند الوصول إلى التي أرادوا الانتقال إليها : ادخلوها ، ومعنى { بِسَلامٍ ءامِنِينَ } بسلامة من الآفات ، وأمن من المخافات ، أو مسلمين على بعضهم بعضاً ، أو مسلماً عليهم من الملائكة ، أو من الله عزّ وجلّ .

/خ66