فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا كَفَيۡنَٰكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِينَ} (95)

ثم أكد هذا الأمر ، وثبت قلب رسوله بقوله : { إِنَّا كفيناك المستهزئين } مع كونهم كانوا من أكابر الكفار ، وأهل الشوكة فيهم فإذا كفاه الله أمرهم بقمعهم وتدميرهم كفاه أمر من هو دونهم بالأولى ، وهؤلاء المستهزئون كانوا خمسة من رؤساء أهل مكة : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطلب بن الحرث بن زمعة ، والأسود بن عبد يغوث ، والحرث بن الطُّلاطِلَة ، كذا قال القرطبي ووافقه غيره من المفسرين . وقد أهلكهم الله جميعاً وكفاهم أمرهم في يوم واحد ، ثم وصف هؤلاء المستهزئين بالشرك فقال : { الذين يَجْعَلُونَ مَعَ الله إلها آخَرَ } .

/خ99