{ يُنَزِّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ } قرأ المفضل عن عاصم " تنزل الملائكة " ، والأصل : تتنزل ، فالفعل مسند إلى الملائكة . وقرأ الأعمش " تنزل " على البناء للمفعول ، وقرأ الجعفي عن أبي بكر عن عاصم " ننزل " بالنون ، والفاعل هو الله سبحانه . وقرأ الباقون { ينزل الملائكة } بالياء التحتية إلاّ أن ابن كثير ، وأبا عمرو يسكنان النون ، والفاعل هو الله سبحانه ؛ ووجه اتصال هذه الجملة بما قبلها أنه صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم عن الله أنه قد قرب أمره ، ونهاهم عن الاستعجال ، تردّدوا في الطريق التي علم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأخبر أنه علم بها بالوحي على ألسن رسل الله سبحانه من ملائكته ، والروح : الوحي ، ومثله : { يُلْقِى الروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } [ غافر : 15 ] . وسمي الوحي روحاً لأنه يحيي قلوب المؤمنين ، فإن من جملة الوحي : القرآن ، وهو نازل من الدين منزلة الروح من الجسد ؛ وقيل : المراد أرواح الخلائق . وقيل : الروح الرحمة ، وقيل : الهداية لأنها تحيا بها القلوب كما تحيا الأبدان بالأرواح . قال الزجاج : الروح ما كان فيه من الله حياة بالإرشاد إلى أمره . وقال أبو عبيد : الروح هنا جبريل ، وتكون الباء على هذا بمعنى مع ، «ومن » في { مِنْ أَمْرِهِ } بيانية ، أي : بأشياء أو مبتدئاً من أمره ، أو صفة للروح ، أو متعلق ب{ ينزل } ، ومعنى { على مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ } على من اختصه بذلك ، وهم الأنبياء { أَنْ أَنْذِرُوا } . قال الزجاج : { أَنْ أَنْذِرُوا } بدل من الروح ، أي : ينزلهم بأن أنذروا ، و«أن » إما مفسرة لأن تنزل الوحي فيه معنى القول ، وإما مخففة من الثقيلة ، وضمير الشأن مقدّر ، أي : بأن الشأن أقول لكم أنذروا ، أي : أعلموا الناس { أَنَّهُ لا إله إِلا أَنَا } أي : مروهم بتوحيدي ، وأعلموهم ذلك مع تخويفهم ، لأن في الإنذار تخويفاً وتهديداً . والضمير في أنه للشأن . { فاتقون } الخطاب للمستعجلين على طريق لالتفات ، وهو تحذير لهم من الشرك بالله ، ثم إن الله سبحانه لما أرشدهم إلى توحيده ، ذكر دلائل التوحيد فقال : { خُلِقَ السماوات والأرض بالحق } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.