{ وَعَلَى الله قَصْدُ السبيل } القصد : مصدر بمعنى الفاعل ، فالمعنى : وعلى الله قاصد السبيل ، أي : هداية قاصد الطريق المستقيم بموجب وعده المحتوم وتفضله الواسع ؛ وقيل : هو على حذف مضاف ، والتقدير : وعلى الله بيان قصد السبيل ، والسبيل : الإسلام ، وبيانه بإرسال الرسل وإقامة الحجج والبراهين . والقصد في السبيل هو كونه موصلاً إلى المطلوب ، فالمعنى : وعلى الله بيان الطريق الموصل إلى المطلوب { وَمِنْهَا جَائِرٌ } الضمير في { منها } راجع إلى السبيل بمعنى : الطريق ، لأنها تذكر وتؤنث . وقيل : راجع إليها بتقدير مضاف أي : ومن جنس السبيل جائر مائل عن الحق عادل عنه ، فلا يهتدي به ، ومنه قول امرئ القيس :
ومن الطريقة جائر وهدى *** قصد السبيل ومنه ذو دخل
وقيل : إن الطريق كناية عن صاحبها ، والمعنى : ومنهم جائر عن سبيل الحق : أي عادل عنه ، فلا يهتدي إليه ، قيل : وهم أهل الأهواء المختلفة ، وقيل : أهل الملل الكفرية ، وفي مصحف عبد الله " ومنكم جائر " ، وكذا قرأ عليّ ، { وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أجمعين } أي : ولو شاء أن يهديكم جميعاً إلى الطريق الصحيح ، والمنهج الحق لفعل ذلك ، ولكنه لم يشأ ، بل اقتضت مشيئته سبحانه إراءة الطريق ، والدلالة عليها { وهديناه النجدين } [ البلد : 10 ] ، وأما الإيصال إليها بالفعل ، فذلك يستلزم أن لا يوجد في العباد كافر ، ولا من يستحق النار من المسلمين ، وقد اقتضت المشيئة الربانية أنه يكون البعض مؤمناً ، والبعض كافراً كما نطق بذلك القرآن في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.