قوله : { وَمَثَلُ الذين يُنفِقُونَ أموالهم ابتغاء مَرْضَاتِ الله وَتَثْبِيتًا منْ أَنفُسِهِمْ } قيل : إن قوله : { ابتغاء مرضات الله } مفعول له ، و { تثبيتاً } معطوف عليه ، وهو أيضاً مفعول له . أي : الإنفاق لأجل الابتغاء . والتثبيت كذا قال مكي في المشكل . قال ابن عطية : وهو مردود لا يصح في { تثبيتاً } أنه مفعول من أجله ؛ لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت . قال : { وابتغاء } نصب على المصدر في موضع الحال ، وكان يتوجه فيه النصب على المفعول من أجله ، لكن النصب على المصدر هو الصواب من جهة عطف المصدر الذي هو تثبيتاً عليه ، وابتغاء معناه طلب ، ومرضات مصدر رضي يرضى ، وتثبيتاً معناه : أنهم يتثبتون من أنفسهم ببذل أموالهم على الإيمان ، وسائر العبادات رياضة لها ، وتدريباً ، وتمريناً ، أو يكون التثبيت بمعنى التصديق أي : تصديقاً للإسلام ناشئاً من جهة أنفسهم . وقد اختلف السلف في معنى هذا الحرف ، فقال الحسن ، ومجاهد : معناه أنهم يتثبتون أن يضعوا صدقاتهم ، وقيل : معناه : تصديقاً ، ويقيناً ، روى ذلك عن ابن عباس ، وقيل : معناه : احتساباً من أنفسهم ، قاله قتادة ، وقيل : معناه : أن أنفسهم لها بصائر ، فهي تثبتهم على الإنفاق في طاعة الله تثبيتاً . قاله الشعبي ، والسديّ ، وابن زيد ، وأبو صالح ، وهذا أرجح مما قبله . يقال ثَبَّت فلاناً في هذا الأمر أثَبِّتُه تثبيتاً : أي : صححتُ عزمه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.