قوله : { إِن تُبْدُوا الصدقات فَنِعما هِىَ } قرئ بفتح النون ، وكسر العين ، وبكسرهما ، وبكسر النون ، وسكون العين ، وبكسر النون ، وإخفاء حركة العين . وقد حكى النحويون في : «نعمّ » أربع لغات ، وهي : هذه التي قرئ بها ، وفي هذا نوع تفصيل لما أجمل في الشرطية المتقدمة ، أي : إن تظهروا الصدقات ، فنعم شيئاً إظهارها ، وإن تخفوها ، وتصيبوا بها مصارفها من الفقراء ، فالإخفاء خير لكم . وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن هذه الآية في صدقة التطوّع لا في صدقة الفرض ، فلا فضيلة للإخفاء فيها بل قد قيل : إن الإظهار فيها أفضل ، وقالت طائفة : إن الإخفاء أفضل في الفرض ، والتطوّع . قوله : { وَيُكَفّرُ عَنكُم من سَيّئَاتِكُمْ } قرأ أبو عمرو ، وابن كثير ، وعاصم في رواية أبي بكر ، وقتادة ، وابن إسحاق " نكفر " بالنون ، والرفع . وقرأ ابن عامر ، وعاصم في رواية حفص بالياء ، والرفع . وقرأ الأعمش ، ونافع ، وحمزة ، والكسائي ، بالنون ، والجزم . وقرأ ابن عباس بالتاء الفوقية ، وفتح الفاء ، والجزم . وقرأ الحسين بن علي الجعفي بالنون ، ونصب الراء . فمن قرأ بالرفع ، فهو معطوف على محل الجملة الواقعة جواباً بعد الفاء ، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف . ومن قرأ بالجزم ، فهو معطوف على الفاء ، وما بعدها . ومن قرأ بالنصب فعلى تقدير " أن " قال سيبويه : والرفع هاهنا الوجه الجيد ، وأجاز الجزم بتأويل ، وإن تخفوها يكن الإخفاء خيراً لكم ، ويكفر ، وبمثل قول سيبويه قال الخليل . ومن في قوله : { من سَيّئَاتِكُمْ } للتبعيض ، أي : شيئاً من سيئاتكم . وحكى الطبري عن فرقة أنها زائدة ، وذلك على رأي الأخفش . قال ابن عطية : وذلك منهم خطأ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.