فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ} (110)

{ فاتخذتموهم سِخْرِيّاً } قرأ نافع وحمزة والكسائي بضمّ السين ، وقرأ الباقون بكسرها . وفرّق بينهما أبو عمرو فجعل الكسر من جهة الهزو ، والضم من جهة السُّخْرة . قال النحاس : ولا يعرف هذا الفرق الخليل ، ولا سيبويه ولا الكسائي ولا الفرّاء ، وحكى الثعلبي عن الكسائي : أن الكسر بمعنى الاستهزاء والسخرية بالقول ، والضم بمعنى : التسخير والاستعباد بالفعل { حتى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي } أي اتخذتموهم سخرياً إلى هذه الغاية فإنهم نسوا ذكر الله لشدّة اشتغالهم بالاستهزاء { وَكُنْتُمْ منْهُمْ تَضْحَكُونَ } في الدنيا ، والمعنى : حتى نسيتم ذكري باشتغالكم بالسخرية والضحك ، فنسب ذلك إلى عباده المؤمنين لكونهم السبب .

/خ118