ثم زاد سبحانه في توبيخهم فقال : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خلقناكم عَبَثاً } الهمزة للتوبيخ والتقرير ، والفاء للعطف على مقدّر كما تقدّم بيانه في مواضع ، أي ألم تعلموا شيئاً فحسبتم ، وانتصاب { عبثاً } على الحال ، أي عابثين ، أو على العلة ، أي للعبث . قال بالأوّل سيبويه وقطرب ، وبالثاني أبو عبيدة ، وقال أيضاً : يجوز أن يكون منتصباً على المصدرية ، وجملة : { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } معطوفة على { أنما خلقناكم عبثاً } والعبث في اللغة : اللعب ، يقال : عبث يعبث عبثاً فهو عابث ، أي لاعب ، وأصله من قولهم : عبثت الأقط ، أي خلطته ، والمعنى : أفحسبتم أن [ خلقناكم ] للإهمال كما خلقت البهائم ولا ثواب ولا عقاب ، وأنكم إلينا لا ترجعون بالبعث والنشور فنجازيكم بأعمالكم ، قرأ حمزة والكسائي : «ترجعون » بفتح الفوقية وكسر الجيم مبنياً للفاعل ، وقرأ الباقون على البناء للمفعول . وقيل : إنه يجوز عطف { وأنكم إلينا لا ترجعون } على { عبثاً } على معنى : أنما خلقناكم للعبث ولعدم الرجوع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.