فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (25)

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السموات والأرض لَيَقُولُنَّ الله } أي يعترفون بالله خالق ذلك لوضوح الأمر فيه عندهم . وهذا اعتراف منهم بما يدل على التوحيد وبطلان الشرك ، ولهذا قال : { قُلِ الحمد لِلَّهِ } أي قل يا محمد الحمد لله على اعترافكم ، فكيف تعبدون غيره ، وتجعلونه شريكاً له ؟ أو المعنى : فقل الحمد لله على ما هدانا له من دينه ، ولا حمد لغيره ، ثم أضرب عن ذلك فقال : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا ينظرون ولا يتدبرون حتى يعلموا أن خالق هذه الأشياء هو الذي تجب له العبادة دون غيره .

/خ28