سورة   لقمان
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (25)

ثم إنه تعالى لما سلى قلب النبيّ صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : { فلا يحزنك كفره } أي : لا تحزن على تكذيبهم فإن صدقك وكذبهم يتبين عن قريب وهو رجوعهم إلينا على أنه لا يتأخر إلى ذلك اليوم بل يتبين قبل يوم القيامة كما قال تعالى : { ولئن } اللام لام قسم { سألتهم من خلق السماوات } أي : بأسرها ومن فيها { والأرض } كذلك وقوله تعالى { ليقولنّ الله } أي : المسمى بهذا الاسم حذف منه نون الرفع لتوالي والأمثال وواو الضمير لالتقاء الساكنين ، فقد أقرّوا بأن كل ما أشركوا به بعض خلقه ومصنوع من مصنوعاته .

ولما تبين بذلك صدقه صلى الله عليه وسلم وكذبهم قال الله تعالى مستأنفاً { قل الحمد } أي : الإحاطة بجميع أوصاف الكمال { لله } أي : الذي له الإحاطة الشاملة من غير تقييد بخلق الخافقين ولا غيره على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد { بل أكثرهم لا يعلمون } أي : ليس لهم علم يمنعهم من تكذيبك مع اعترافهم بما يوجب تصديقك .