فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (25)

{ ولئن } لام قسم { سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله } أي : يعترفون بأن الله خالق ذلك لوضوح الأمر فيه عندهم ، وهذا اعتراف منهم بما يدل على التوحيد ، وبطلان الشرك ، وإلزام لهم على إقرارهم . ولهذا قال :

{ قل } يا محمد { الحمد لله } على اعترافكم ، فكيف تعبدون غيره تجعلونه شريكا له ، أو المعنى : فقل : الحمد على ما هدانا له من دينه ، ولا حمد لغيره ، أو على أن جعل دلائل التوحيد بحيث لا يكاد ينكرها المكابرون ويجحدها الجاحدون ، ثم أضرب عن ذلك فقال { بل أكثرهم لا يعلمون } أن ذلك يلزمهم ، وإذا نبهوا عليه لم ينتبهوا وقيل : لا ينظرون ، ولا يتدبرون حتى يعلموا أن خالق هذه الأشياء هو الذي تجب له العبادة دون غيره .