{ هُنَالِكَ ابتلي المؤمنون } الظرف منتصب بالفعل الذي بعده . وقيل : ب{ تظنون } ، واستضعفه ابن عطية ، وهو ظرف مكان ، يقال : للمكان البعيد هنالك ، كما يقال : للمكان القريب : هنا ، وللمتوسط هناك . وقد يكون ظرف زمان ، أي عند ذلك الوقت ابتلي المؤمنون ، ومنه قول الشاعر :
وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت *** فهناك يعترفون أين المفزع
أي في ذلك الوقت ، والمعنى : أن في ذلك المكان ، أو الزمان اختبر المؤمنون بالخوف والقتال والجوع والحصر والنزال ؛ ليتبيّن المؤمن من المنافق { وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } قرأ الجمهور : { زلزلوا } بضم الزاي الأولى وكسر الثانية على ما هو الأصل في المبنيّ للمفعول ، وروي عن أبي عمرو أنه قرأ بكسر الأولى ، وروى الزمخشري عنه أنه قرأ بإشمامها كسراً ، وقرأ الجمهور : { زلزالاً } بكسر الزاي الأولى ، وقرأ عاصم والجحدري وعيسى بن عمر بفتحها .
قال الزجاج : كل مصدر من المضاعف على فعلال يجوز فيه الكسر والفتح . نحو قلقلته قلقالاً ، وزلزلوا زلزالاً ، والكسر أجود . قال ابن سلام : معنى { زلزلوا } : حرّكوا بالخوف تحريكاً شديداً . وقال الضحاك : هو إزاحتهم عن أماكنهم حتى لم يكن لهم إلا موضع الخندق . وقيل المعنى : أنهم اضطربوا اضطراباً مختلفاً ، فمنهم من اضطرب في نفسه ، ومنهم من اضطرب في دينه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.