البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا} (11)

و { هنالك } : ظرف مكان للبعيد هذا أصله ، فيحمل عليه ، أي في ذلك المكان الذي وقع فيه الحصار والقتال { ابتلي المؤمنون } ، والعامل فيه ابتلي .

وقال ابن عطية : { هنالك } ظرف زمان ؛ قال : ومن قال إن العامل فيه { وتظنون } ، فليس قوله بالقوي ، لأن البداءة ليست متمكنة .

وابتلاؤهم ، قال الضحاك : بالجوع .

وقال مجاهد : بالحصار .

وقيل : بالصبر على الإيمان .

{ وزلزلوا } ، قال ابن سلام : حركوا بالخوف .

وقيل ؛ { زلزلوا } ، فثبتوا وصبروا حتى نصروا .

وقيل : حركوا إلى الفتنة فعصموا .

وقرأ الجمهور : وزلزلوا ، بضم الزاي .

وقرأ أحمد بن موسى اللؤلؤي ، عن أبي عمرو : بكسر الزاي ، قال ابن خالويه .

وقال الزمخشري ، وعن أبي عمرو : إشمام زاي زلزلوا .

انتهى ، كأنه يعني : إشمامها الكسر ، ووجه الكسر في هذه القراءة الشاذة أنه أتبع حركة الزاي الأولى بحركة الثانية ، ولم يعتد بالساكن ، كما يعتدّ به من قال : منتن ، بكسر الميم إتباعاً لحركة التاء ، وهو اسم فاعل من أنتن .

وقرأ الجمهور : { زلزالاً } ، بكسر الزاي ؛ والجحدري .

وعيسى : بفتحها ، وكذا : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } ، ومصدر فعلل من المضاعف يجوز فيه الكسر والفتح نحو : قلقل قلقالاً .

وقد يراد بالمفتوح معنى اسم الفاعل ، فصلصال بمعنى مصلصل ، فإن كان غير مضاعف ، فما سمع منه على فعلان ، مكسور الفاء نحو : سرهفه سرهافاً .