تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا} (11)

يقول جل ثناؤه :{ هنالك } يعني عند ذلك { ابتلي المؤمنون } بالقتال والحصر { وزلزلوا زلزالا شديدا } آية لما رأى الله عز وجل ما فيه المؤمنون من الجهد والضعف بعث لهم ريحا وجنودا من الملائكة ، فأطفأت الريح نيرانهم ، وألقت أبنيتهم ، وأكفأت قدورهم ونزعت أوتادهم ، ونسفت التراب في وجوههم ، وجالت الدواب بعضها في بعض ، وسمعوا تكبير الملائكة في نواحي عسكرهم فرعبوا ، فقال طليحة بن خويلد الأسدي : إن محمدا قد بدأكم بالشر ، فالنجاة النجاة ، فنادى رئيس كل قوم بالرحيل ، فانهزموا ليلا بما استخفوا من أمتعتهم ، ورفضوا بعضها لا يبصرون شيئا من شدة الريح والظلمة ، فانهزموا فذلك قوله عز وجل :{ ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال } بالريح والملائكة { وكان الله قويا عزيزا } [ الأحزاب :25 ] يعني منيعا في ملكه حين هزمهم .