محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا} (11)

{ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ } أي اختبروا ليتميز الثابت من المتزلزل ، والمؤمن من المنافق { وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } أي ازعجوا أشد الإزعاج من شدة الخوف والفزع ، أو من كثرة الأعداء .

فائدة :

قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر { الظنونا } بإثبات ألف بعد النون ، وبعد لام الرسول ، في قوله {[6138]} : { وأطعنا الرسولا } ولام السبيل ، في قوله {[6139]} : { فأضلونا السبيلا } وصلا ووقفا ، موافقة للرسم . لأن هذه الثلاثة رسمت في المصحف ، كذلك . وأيضا فإن هذه الألف تشبه هاء السكت لبيان الحركة . وهاء السكت تثبت وقفا للحاجة إليها . وقد ثبتت وصلا إجراء للوصل مجرى الوقف ، فكذلك هذه الألف . وقرأ أبو عمرو وحمزة بحذفها في الحالين . لأنها لا أصل لها . وقولهم ( أجريت الفواصل ومجرى القوافي ) غير معتد به . لأن القوافي يلزم الوقف عليها غالبا . والفواصل لا يلزم ذلك فيها ، فلا تشبه بها . والباقون بإثباتها وقفا ، وحذفها وصلا ، إجراء للفواصل مجرى القوافي ، في ثبوت ألف الإطلاق . ولأنها كهاء السكت . وهي تثبت وقفا ، وتحذف وصلا . أفاده السمين .


[6138]:(33 / الأحزاب / 66).
[6139]:(33 / الأحزاب / 67).