قوله : «هُنَالِكَ » منصوب «بابْتُلِيَ »{[43195]} . وقيل : «بتَظُنُّونَ » واستضعفه ابن عطية{[43196]} وفيه وجهان :
أحدهما : أنه ظرف مكان بعيد أي في ذلك المكان الدحْضِ وهو الخَنْدق .
والثاني : أنه ظرف زمان{[43197]} ، وأنشد بعضهم على ذلك :
4071 - وَإِذَا الأُمُورُ تَعَاظَمَتْ وَتَشَاكَلَتْ *** فَهُنَاكَ يَعْتَرِفُونَ أَيْنَ المَفْزَعُ{[43198]}
«وَزُلْزِلُوا » قرأ العامة بضم الزاي الأولى ، ( وكسر{[43199]} الثانية على أصل ما لم يسم فاعله{[43200]} ، وروى غير واحد عن «أبي عمرو » كسر الأولى{[43201]} ) ، وروى الزمخشري عنه إشمامها كسراً{[43202]} ، ووجه هذه القراءة أن يكون أتبع الزاي الأولى للثانية في الكسر ولم يعتد بالساكن لكونه غير حصين كقولهم : مِبين - بكسر الميم - والأصل ضمها .
قوله : «زِلْزَالاً » مصدر مُبَيِّن للنوع بالوصف والعامة على كسر الزاي ، وعيسى ، والجَحْدَرِيّ فتحاها{[43203]} وهما لغتان في مصدر الفعل المضعف إذا جاء على «فعلال » نحو : «زَلْزَال ، وقَلقالَ وصَلْصَال{[43204]} ، وقد يراد بالمفتوح اسم الفاعل نحو : صَلْصَال بمعنى مُصَلْصِلٌ بمعنى «مُزَلْزِل »{[43205]} .
قال المفسرون : معنى ابتلي المؤمنون اختبر المؤمنون بالحَصْرِ والقتال ليبين المخلص من المنافق ، والابتلاء من الله ليس لإبانة الأمر له بل لحكمة أخرى وهي أن الله تعالى عالم بما هم عليه لكنه أراد إظهار الأمر لغيره من الملائكة والأنبياء كما أن السيد إذا علم من عبده المخالفة عزم على معاقبته على مخالفته ، وعنده غيره من العبيد أو غيرهم فيأمره بأمر عالماً بأنه مخالف لكي يتبين الأمر عند الغير فيقع المعاقبة على أحسن الوجوه حيث لا يقع لأحد أنه يظلم ، وقوله : { وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً } أي أزعجوا وحركوا حركة شديدة فمن ثبت منهم كان من الذين إذا ذكر الله{[43206]} وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.