فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ} (22)

ثم ذكر سبحانه تمثيلاً آخر للمؤمن والكافر ، فقال : { وَمَا يَسْتَوِى الأحياء وَلاَ الأموات } ، فشبه المؤمنين بالأحياء ، وشبه الكافرين بالأموات . وقيل : أراد تمثيل العلماء والجهلة . وقال ابن قتيبة : الأحياء العقلاء ، والأموات الجهال . قال قتادة : هذه كلها أمثال ، أي كما لا تستوي هذه الأشياء كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن { إِنَّ الله يُسْمِعُ مَن يَشَاء } أن يسمعه من أوليائه الذين خلقهم لجنته ، ووفقهم لطاعته { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن في القبور } يعني الكفار الذين أمات الكفر قلوبهم ، أي كما لا تسمع من مات كذلك لا تسمع من مات قلبه ، قرأ الجمهور بتنوين { مسمع } وقطعه عن الإضافة . وقرأ الحسن ، وعيسى الثقفي ، وعمرو بن ميمون بإضافته

/خ26