فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا} (45)

{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِمَا كَسَبُواْ } من الذنوب ، وعملوا من الخطايا { مَا تَرَكَ على ظَهْرِهَا } أي الأرض { مِن دَابَّةٍ } من الدوابّ التي تدبّ كائنة ما كانت ، أما بنو آدم فلذنوبهم ، وأما غيرهم فلشؤم معاصي بني آدم . وقيل : المراد ما ترك على ظهر الأرض من دابة تدبّ من بني آدم والجنّ ، وقد قال بالأوّل ابن مسعود ، وقتادة ، وقال بالثاني الكلبي . وقال ابن جريج ، والأخفش ، والحسين بن الفضل : أراد بالدابة هنا الناس وحدهم دون غيرهم { ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى } ، وهو يوم القيامة { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ الله كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } أي بمن يستحق منهم الثواب ، ومن يستحق منهم العقاب ، والعامل في إذا هو جاء لا بصيراً ، وفي هذا تسلية للمؤمنين ووعيد للكافرين .

/خ45