فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (41)

وجملة . { إِنَّ الله يُمْسِكُ السموات والأرض أَن تَزُولاَ } مستأنفة لبيان قدرة الله سبحانه ، وبديع صنعه بعد بيان ضعف الأصنام ، وعدم قدرتها على شيء . وقيل المعنى : إن شركهم يقتضي زوال السماوات والأرض كقوله : { تَكَادُ السموات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرض وَتَخِرُّ الجبال هَدّاً أَن دَعَوْا للرحمن وَلَداً } [ مريم : 90 91 ] { وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مّن بَعْدِهِ } أي ما أمسكهما من أحد من بعد إمساكه ، أو من بعد زوالهما ، والجملة سادّة مسدّ جواب القسم والشرط ، ومعنى { أَن تَزُولاَ } لئلا تزولا ، أو كراهة أن تزولا . قال الزجاج : المعنى أن الله يمنع السماوات والأرض من أن تزولا ، فلا حاجة إلى التقدير . قال الفرّاء ، أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد ، قال : وهو مثل قوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } [ الروم : 51 ] . وقيل : المراد زوالهما يوم القيامة ، وجملة : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } تعليل لما قبلها من إمساكه تعالى للسماوات والأرض .

/خ45