فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ} (15)

جملة { قَالُواْ مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } . . مستأنفة جواب سؤال مقدّر : كأنه قيل فما قال لهم أهل أنطاكية ، فقيل : قالوا ما أنتم إلاّ بشر مثلنا : أي مشاركون لنا في البشرية ، فليس لكم مزية علينا تختصون بها . ثم صرّحوا بجحود إنزال الكتب السماوية ، فقالوا : { وَمَا أَنَزلَ الرحمن مِن شَىْء } مما تدّعونه أنتم ، ويدّعيه غيركم ممن قبلكم من الرسل وأتباعهم { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } أي ما أنتم إلاّ تكذبون في دعوى ما تدّعون من ذلك ، فأجابوهم بإثبات رسالتهم بكلام مؤكد تأكيداً بليغاً لتكرر الإنكار من أهل أنطاكية ، وهو قولهم : { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } .

/خ27