فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ} (23)

ثم عاد إلى المساق الأوّل لقصد التأكيد ، ومزيد الإيضاح ، فقال : { أَءتَّخِذُ مِن دُونِهِ ءالِهَةً } ، فجعل الإنكار متوجهاً إلى نفسه . وهم المرادون به : أي أتخذ من دون الله آلهة وأعبدها ، وأترك عبادة من يستحق العبادة ، وهو الذي فطرني . ثم بيّن حال هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله سبحانه إنكاراً عليهم ، وبياناً لضلال عقولهم وقصور إدراكهم ، فقال : { إِن يُرِدْنِ الرحمن بِضُرّ لاَّ تُغْنِ عَنّى شفاعتهم شَيْئاً } أي شيئاً من النفع كائناً ما كان { وَلاَ يُنقِذُونَ } من ذلك الضرّ الذي أرادني الرحمن به . وهذه الجملة صفة لآلهة ، أو مستأنفة لبيان حالها في عدم النفع والدفع ، وقوله : { لاَّ تُغْنِ } جواب الشرط ، وقرأ طلحة بن مصرّف " إن يردني " بفتح الياء .

/خ27