{ طائركم مَّعَكُمْ } أي شؤمكم معكم من جهة أنفسكم ، لازم في أعناقكم ، وليس هو من شؤمنا . قال الفراء : { طائركم معكم } أي رزقكم وعملكم ، وبه قال قتادة . قرأ الجمهور { طائركم } اسم فاعل أي ما طار لكم من الخير ، والشرّ ، وقرأ الحسن " أطيركم " أي : تطيركم { أَءن ذُكّرْتُم } . قرأ الجمهور من السبعة ، وغيرهم بهمزة استفهام بعدها إن الشرطية على الخلاف بينهم في التسهيل والتحقيق ، وإدخال ألف بين الهمزتين وعدمه .
وقرأ أبو جعفر ، وزرّ بن حبيش ، وابن السميفع ، وطلحة بهمزتين مفتوحتين . وقرأ الأعمش ، وعيسى بن عمر ، والحسن " أين " بفتح الهمزة ، وسكون الياء على صيغة الظرف .
واختلف سيبويه ، ويونس إذا اجتمع استفهام وشرط أيهما يجاب ؟ فذهب سيبويه إلى أنه يجاب الاستفهام ، وذهب يونس إلى أنه يجاب الشرط ، وعلى القولين ، فالجواب هنا محذوف : أي أئن ذكرتم ، فطائركم معكم لدلالة ما تقدّم عليه . وقرأ الماجشون " أن ذكرتم " بهمزة مفتوحة : أي لأن ذكرتم . ثم أضربوا عما يقتضيه الاستفهام ، والشرط من كون التذكير سبباً للشؤم ، فقالوا : { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } أي ليس الأمر كذلك ، بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في المعصية . قال قتادة : مسرفون في تطيركم . وقال يحيى بن سلام : مسرفون في كفركم ، وقال ابن بحر : السرف هنا : الفساد ، والإسراف في الأصل : مجاوزة الحاء في مخالفة الحقّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.