فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا هَٰذَا يَوۡمُ ٱلدِّينِ} (20)

قوله : { وَقَالُواْ يا ويلنا } أي قال أولئك المبعوثون لما عاينوا البعث الذي كانوا يكذبون به في الدنيا : يا ويلنا ، دعوا بالويل على أنفسهم . قال الزجاج : الويل كلمة يقولها القائل وقت الهلكة ، وقال الفراء : إن أصله : يا وي لنا ، ووي بمعنى : الحزن كأنه قال : يا حزن لنا . قال النحاس : ولو كان كما قال لكان منفصلاً ، وهو في المصحف متصل ، ولا نعلم أحداً يكتبه إلا متصلاً ، وجملة { هذا يَوْمُ الدين } تعليل لدعائهم بالويل على أنفسهم ، والدين : الجزاء ، فكأنهم قالوا : هذا اليوم الذي نجازى فيه بأعمالنا من الكفر ، والتكذيب للرسل .