هي مائة واثنتان وثمانون آية وهي مكية . قال القرطبي : في قول الجميع . وأخرج ابن الضريس وابن النحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت بمكة . وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات . قال ابن كثير : تفرد به النسائي . وأخرج ابن أبي داود في فضائل القرآن ، وابن النجار في تاريخه من طريق نهشل بن سعد الورداني عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سأل الله أعطاه سؤله » . وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيوريات عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله ملوك حضر موت عند قدومهم عليه أن يقرأ عليهم شيئاً مما أنزل الله قرأ «الصافات صفا » حتى بلغ «رب المشارق والمغارب » الحديث .
قوله : { والصافات صَفَّا } قرأ أبو عمرو وحمزة ، وقيل : حمزة فقط ، بإدغام التاء من الصافات في صاد صفاً ، وإدغام التاء من الزاجرات في زاي زجراً ، وإدغام التاء من التاليات في ذال ذكراً ، وهذه القراءة قد أنكرها أحمد بن حنبل لما سمعها . قال النحاس : وهي بعيدة في العربية من ثلاثة جهات : الجهة الأولى أن التاء ليست من مخرج الصاد ، ولا من مخرج الزاي ، ولا من مخرج الدال ، ولا من أخواتهن . الجهة الثانية أن التاء في كلمة ، وما بعدها في كلمة أخرى . الثالثة أنك إذا أدغمت جمعت بين ساكنين من كلمتين ، وإنما يجوز الجمع بين ساكنين في مثل هذا إذا كانا في كلمة واحدة . وقال الواحدي : إدغام التاء في الصاد حسن لمقاربة الحرفين ، ألا ترى أنهما من طرف اللسان . وقرأ الباقون بإظهار جميع ذلك ، والواو للقسم ، والمقسم به الملائكة : الصافات ، والزاجرات ، والتاليات . والمراد ب{ الصافات } التي تصفّ في السماء من الملائكة كصفوف الخلق في الدنيا ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة . وقيل : إنها تصفّ أجنحتها في الهواء واقفة فيه حتى يأمرها الله بما يريد . وقال الحسن : صفاً كصفوفهم عند ربهم في صلاتهم . وقيل : المراد بالصافات هنا : الطير كما في قوله : { أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطير فَوْقَهُمْ صافات } [ الملك : 19 ] والأوّل أولى ، والصفّ : ترتيب الجمع على خطّ كالصفّ في الصلاة . وقيل : الصافات جماعة الناس المؤمنين إذا قاموا صفاً في الصلاة ، أو في الجهاد ، ذكره القشيري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.