فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي} (14)

{ قُلِ الله أَعْبُدُ } التقديم مشعر بالاختصاص ، أي لا أعبد غيره لا استقلالاً ، ولا على جهة الشركة ، ومعنى { مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } أنه خالص لله غير مشوب بشرك ، ولا رياء ، ولا غيرهما ، وقد تقدّم تحقيقه في أول السورة . قال الرازي : فإن قيل : ما معنى التكرير في قوله : { قُلْ إِنّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين } [ الزمر : 11 ] ، وقوله : { قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } قلنا : ليس هذا بتكرير ، لأن الأوّل : إخبار بأنه مأمور من جهة الله بالإيمان والعبادة ، والثاني إخبار بأنه أمر أن لا يعبد أحداً غير الله .