اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي} (14)

قوله : { قُلِ الله أَعْبُدُ } قدمت الجلالة عند قوم لإفادة الاختصاص . قال الزمخشري : ولدلالته على ذلك قدم المعبود على فعل العبادة هنا وأخره في الأول فالكلام أولاً وقع في الفعل نفسه وإيجاده ، وثانياً فيمن يفعل الفعل من أجله فلذلك رتب عليه قوله : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } .

قال ابن الخطيب : فإن قيل : ما معنى التكرير في قوله : { قُلْ إني أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين } وقوله : { قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } ؟ قلنا : هذا ليس بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله بالإيمان بالعبادة والثاني إخبار بأنّه أُمرَ أن لا يعبد أحداً غير الله ، وذلك لأن قوله : { أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله } لا يفيد الحصر وقوله تعالى : { قُلِ الله أَعْبُدُ } يفيد الحصر أي اللهَ أعبدُ ولا أعبدُ أحداً سواهُ ، ويدل عليه أنه لما قال : { قُلِ الله أَعْبُدُ } قال بعده : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ }