قوله : { قُلِ الله أَعْبُدُ } قدمت الجلالة عند قوم لإفادة الاختصاص . قال الزمخشري : ولدلالته على ذلك قدم المعبود على فعل العبادة هنا وأخره في الأول فالكلام أولاً وقع في الفعل نفسه وإيجاده ، وثانياً فيمن يفعل الفعل من أجله فلذلك رتب عليه قوله : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } .
قال ابن الخطيب : فإن قيل : ما معنى التكرير في قوله : { قُلْ إني أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله مُخْلِصاً لَّهُ الدين } وقوله : { قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } ؟ قلنا : هذا ليس بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله بالإيمان بالعبادة والثاني إخبار بأنّه أُمرَ أن لا يعبد أحداً غير الله ، وذلك لأن قوله : { أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله } لا يفيد الحصر وقوله تعالى : { قُلِ الله أَعْبُدُ } يفيد الحصر أي اللهَ أعبدُ ولا أعبدُ أحداً سواهُ ، ويدل عليه أنه لما قال : { قُلِ الله أَعْبُدُ } قال بعده : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.