لما فرغ من ذكر المشركين والمنافقين ذكر الكفار من أهل الكتاب ، وهم اليهود والنصارى ؛ لأنهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فكان ذلك كالكفر بجميع الرسل ، والكتب المنزلة ، والكفر بذلك كفر بالله ، وينبغي حمل قوله : { إِنَّ الذين يَكْفُرُونَ بالله وَرُسُلِهِ } على أنه استلزم ذلك كفرهم ببعض الكتب والرسل ، لا أنهم كفروا بالله ورسله جميعاً ، فإن أهل الكتاب لم يكفروا بالله ولا بجميع رسله ، لكنهم لما كفروا بالبعض كان ذلك كفر بالله وبجميع الرسل . ومعنى : { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرّقُوا بَيْنَ الله وَرُسُلِهِ } أنهم كفروا بالرسل بسبب كفرهم ببعضهم ، وآمنوا بالله ، فكان ذلك تفريقاً بين الله وبين رسله { وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } هم اليهود آمنوا بموسى ، وكفروا بعيسى ومحمد ، وكذلك النصارى آمنوا بعيسى ، وكفروا بمحمد : { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلك سَبِيلاً } أي : يتخذوا بين الإيمان والكفر ديناً متوسطاً بينهما ، فالإشارة بقوله : { ذلك } إلى قوله نؤمن ونكفر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.