الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا} (150)

قوله : ( اِنَّ الذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُّفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ ) الآية [ 150-151 ] .

معنى الآية أنها في اليهود والنصارى يكفرون بالله بكفرهم برسول الله صلى الله عليه وسلم . ( وَيُرِيدُونَ أَنْ يُّفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ )( {[13934]} ) أي : يزعمون أنهم افتروا على ربهم ( وَيَقُولُونَ نُومِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ) آمنت اليهود بموسى ، وكفرت بعيسى ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، وآمنت النصارى بعيسى وكفرت بموسى ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، ( أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) أي : مَنْ ، هذه صفته كافر ( وَيُرِيدُونَ أَنْ يَّتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) أي : طريقاً لا مع المؤمنين ولا مع غيرهم وقيل بين الإيمان والجحد طريقاً( {[13935]} ) .

قوله : ( وَيُرِيدُونَ أَنْ يَّتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) الآية [ 150 ] .

المعنى : الذين صدقوا بوحدانية الله عز وجل ، وأقروا( {[13936]} ) برسله [ صلوات الله عليهم ]( {[13937]} ) ( وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمُ ) [ أي لم يكذبوا ببعض وآمنوا ببعض ( أُوْلَئِكَ سَوْفَ نُوتِيهِمُ أُجُورَهُمْ ) أي من هذه صفته سوف نؤتيهم أجورهم أي يعطيهم أجورهم ]( {[13938]} ) على تصديقهم للجميع ( وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً ) أي : يغفر لمن فعل ذلك من خلقه أي يستر ذنوبه ، وكان ( رَّحِيماً ) بهم أي : لم يزل كذلك .


[13934]:- (د): وإنها.
[13935]:- انظر: جامع البيان 6/5.
[13936]:- أقر بالله ورسوله.
[13937]:- ساقط من (أ).
[13938]:- ساقط من (أ).