فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا} (160)

الباء في قوله : { فَبِظُلْمٍ } للسببية ، والتنكير والتنوين للتعظيم ، أي : فبسبب ظلم عظيم حرّمنا عليهم طيبات أحلت لهم ، لا بسبب شيء آخر ، كما زعموا أنها كانت محرّمة على من قبلهم . وقال الزجاج : هذا بدل من قوله : { فَبِمَا نَقْضِهِم } [ النساء : 155 ، المائدة : 13 ] . والطيبات المذكورة هي ما نصه الله سبحانه : { وَعَلَى الذين هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ } [ الأنعام : 146 ] الآية { وَبِصَدّهِمْ } أنفسهم وغيرهم { عَن سَبِيلِ الله } وهو اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وتحريفهم ، وقتلهم الأنبياء ، وما صدر منهم من الذنوب المعروفة . وقوله : { كَثِيراً } مفعول للفعل المذكور ، أي : بصدّهم ناساً كثيراً ، أو صفة مصدر محذوف ، أي : صدّاً كثيراً .

/خ165